من حيل النساء
كانت في المدينة امرأة جميلة عفيفة ذات زوج و كان فتى من اهل المدينة يتبعها كلما خرجت و يعرض لها فلما اذاها شكته الى زوجها .. فقال لها : ما عندك في امره حيلة؟ قالت: قد فكرت في شيئ ان ساعدتني عليه .. قال: فأنا اساعدك .. فبعث جاريتها اليه و تقول من قبل قبل هذه: ان الذي بقلبي منك اكثر مما بقلبك مني و لكني امرأة مستورة و لا اعرف الفساد فكنت امتنع عليك و في قلبي النار .. فلما ابلغته الرسالة استطار فرحا و قال للجارية : ما ادري كيف اؤدي شكرك اذ جرى هذا الامر على يدك فبلغيها السلام و قولي لها : اني صائر اليك غدا .. و وهب الجارية دينارا و طالت ليلته حتى اصبح فوجه اليها بجدي و فاكهة .. فقالت الجارية : قد وجب علي شكرك لاجابتك اياي في حاجة مولاتي و انا اشير عليك بحيلة بها يتم امرك .. قال: و ما هي؟ قالت : سيدتي فيها حشمة و خجل و انقباض عن الرجال فاذا جلست معك فلا تتعرض لها بكلام و لا بغيره حتى تشرب معك اقداحا .. قال: نعم .. و صعدت الجارية فعاونت سيدتها على اصلاح الجدي و الطعام فلما احكمتاه نزلت الجارية و بسطت لسيدتها مصلى و جائت فسلمت و قعدت و جائت الجارية بالطشت و الماء فغسلت ايديهما و وضعت المائدة بينهما و جائت بالجدي و الطعام فحين احذ المحذول اللقمة فوضعها في فمه جاء الزوج فقرع الباب فوضعت المرأة يدها على رأسها و قالت: افتضحت و هلكت .. فقال: دعي الجزع و احتالي في موضع اكمن فيه الى خروجه .. قالت: ما اعرف موضعا يخفى عليه الا ان نحل الحمار الذي في الدهليز و تقوم مكانه فقال: افعلي .. فجائت الجارية الى الحمار الذي يطحن في الدهليز مشدود العينين فنحته و ربطت المغرور مكانه و قالت : اطحن مكانه و لا تمسك فيفطن بك فاني ارجو ان يخرج سريعا و ترجع الى سرورك .. ثم فتحت الباب و دخل الزوج فقالت: خرجت على ان تقيم اياما فما الذي جاء بك الساعة ؟ قال: كنت عزمت على ذلك فمر بي اخواني فعرضت عليهم المقام في الضيعة فقالوا لا يمكننا اليوم و لكننا ان شاء الله تعالى نصير اليك غدا فاردت ان يكون مجيئهم الى البيت اسهل علي فبادرت اليك لتصلحي ما يحتاجون اليك و خاصة الدقيق فينبغي ان لا يفتر الحمار في الدقيق .. فجلسا يأكلان و المحذول يطحن ثم وضعا نبيذا و جعلا يشربان و الزوج يقول ساعة بعد ساعة هاتي العصا لكي اقوم لهذا الحمار الملعون فاني اراه كسلان و نحن نحتاج الى الدقيق كثيرا فتقوم الجارية فتقول له : الله الله في نفسك لا تفتر فاني اخاف ان يقوم فيراك فلم يزل يطحن دائبا و الرجل يشرب مع امرأته الى ان طلع الفجر فقام الرجل و تهيأ للصلاة و خرج الى المسجد فحلت المغرور و قالت طر الى بيتك لئلا يراك انسان فتفتضح فخرج يعدو على وجهه عريان و يده على سوئته فدخل منزله و بقي كالميت لا تحرك عضوا .. فلما كان بعد مدة قالت المرأة لزوجها : قد بقي علينا شيئا من الولع بالمحذول .. قال: شأنك .. فبعثت اليه الجارية تقول: مولاتي تقرئك السلام و تقول لك: ما تداخل من قلبي مما نزل بك و لوددت اني اقيك بنفسي و لكن المقادير تنزل من السماء و اني اليك لمشتاقة فاحب ان تصير الينا فان زوجي قد خرج الى موضع فيه قيام شهر فنستأنس جميعا و نسترجع ما فاتنا فالتفت اليها شزرا و قال: اظن انه قد نفد دقيقكم ...
كانت في المدينة امرأة جميلة عفيفة ذات زوج و كان فتى من اهل المدينة يتبعها كلما خرجت و يعرض لها فلما اذاها شكته الى زوجها .. فقال لها : ما عندك في امره حيلة؟ قالت: قد فكرت في شيئ ان ساعدتني عليه .. قال: فأنا اساعدك .. فبعث جاريتها اليه و تقول من قبل قبل هذه: ان الذي بقلبي منك اكثر مما بقلبك مني و لكني امرأة مستورة و لا اعرف الفساد فكنت امتنع عليك و في قلبي النار .. فلما ابلغته الرسالة استطار فرحا و قال للجارية : ما ادري كيف اؤدي شكرك اذ جرى هذا الامر على يدك فبلغيها السلام و قولي لها : اني صائر اليك غدا .. و وهب الجارية دينارا و طالت ليلته حتى اصبح فوجه اليها بجدي و فاكهة .. فقالت الجارية : قد وجب علي شكرك لاجابتك اياي في حاجة مولاتي و انا اشير عليك بحيلة بها يتم امرك .. قال: و ما هي؟ قالت : سيدتي فيها حشمة و خجل و انقباض عن الرجال فاذا جلست معك فلا تتعرض لها بكلام و لا بغيره حتى تشرب معك اقداحا .. قال: نعم .. و صعدت الجارية فعاونت سيدتها على اصلاح الجدي و الطعام فلما احكمتاه نزلت الجارية و بسطت لسيدتها مصلى و جائت فسلمت و قعدت و جائت الجارية بالطشت و الماء فغسلت ايديهما و وضعت المائدة بينهما و جائت بالجدي و الطعام فحين احذ المحذول اللقمة فوضعها في فمه جاء الزوج فقرع الباب فوضعت المرأة يدها على رأسها و قالت: افتضحت و هلكت .. فقال: دعي الجزع و احتالي في موضع اكمن فيه الى خروجه .. قالت: ما اعرف موضعا يخفى عليه الا ان نحل الحمار الذي في الدهليز و تقوم مكانه فقال: افعلي .. فجائت الجارية الى الحمار الذي يطحن في الدهليز مشدود العينين فنحته و ربطت المغرور مكانه و قالت : اطحن مكانه و لا تمسك فيفطن بك فاني ارجو ان يخرج سريعا و ترجع الى سرورك .. ثم فتحت الباب و دخل الزوج فقالت: خرجت على ان تقيم اياما فما الذي جاء بك الساعة ؟ قال: كنت عزمت على ذلك فمر بي اخواني فعرضت عليهم المقام في الضيعة فقالوا لا يمكننا اليوم و لكننا ان شاء الله تعالى نصير اليك غدا فاردت ان يكون مجيئهم الى البيت اسهل علي فبادرت اليك لتصلحي ما يحتاجون اليك و خاصة الدقيق فينبغي ان لا يفتر الحمار في الدقيق .. فجلسا يأكلان و المحذول يطحن ثم وضعا نبيذا و جعلا يشربان و الزوج يقول ساعة بعد ساعة هاتي العصا لكي اقوم لهذا الحمار الملعون فاني اراه كسلان و نحن نحتاج الى الدقيق كثيرا فتقوم الجارية فتقول له : الله الله في نفسك لا تفتر فاني اخاف ان يقوم فيراك فلم يزل يطحن دائبا و الرجل يشرب مع امرأته الى ان طلع الفجر فقام الرجل و تهيأ للصلاة و خرج الى المسجد فحلت المغرور و قالت طر الى بيتك لئلا يراك انسان فتفتضح فخرج يعدو على وجهه عريان و يده على سوئته فدخل منزله و بقي كالميت لا تحرك عضوا .. فلما كان بعد مدة قالت المرأة لزوجها : قد بقي علينا شيئا من الولع بالمحذول .. قال: شأنك .. فبعثت اليه الجارية تقول: مولاتي تقرئك السلام و تقول لك: ما تداخل من قلبي مما نزل بك و لوددت اني اقيك بنفسي و لكن المقادير تنزل من السماء و اني اليك لمشتاقة فاحب ان تصير الينا فان زوجي قد خرج الى موضع فيه قيام شهر فنستأنس جميعا و نسترجع ما فاتنا فالتفت اليها شزرا و قال: اظن انه قد نفد دقيقكم ...